لوحة ورسام

لوحه بعنوان
سقراط يتجرع السم

للرسام الفرنسي
جاك لوي ديفيد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


من له اطلاع على تارخ الحضاره الاغريقيه فانه بالتاكيد يعرف قصة محاكمة الفيلسوف سقراط وحكم

الموت الغريب الذي صدر بحقه

سقراط فيلسوف اغريقي عاش ما بين عام 399 الى 470 قبل الميلاد وهو اول فيلسوف حوكم في
التاريخ بسبب افكاره وكانت التهمه الموجهه اليه هو افساد عقول الشباب بتعاليمه الجديده والتجاوز
على الهة الاغريق انذاك
عاش سقراط في الفتره بين ازدهار الامبراطوريه الاثينيه وهزيمتها على يد اسبارطه
وفي الفتره التي كانت اثينا تحاول استعادة توازنها بعد تلك الهزيمه قام ثلاثه من الوجهاء بتحريض
حكومة اثينا ضد سقراط واتهامه بعدم التقوى وافساد عقول الشباب
في تلك الفتره كان الاغريق يعتقدون بتعدد الالهه ورغم دفاع سقراط عن نفسه وحديثه الشهير في
المحاكمه الا انه اعتبر مذنبا وقبل ان ينفذ به حكم الموت خاطب احد تلامذته وهو كريتون قائلا
لا تحزن يا كريتون فالانسان يبدا بالموت منذ ولادته والبكاء اليوم يعادل بكاء يوم الميلاد
وقد عرض عليه تلامذته ومريديه ان يقوموا بتهريبه الا انه رفض ذلك لانه يتنافى مع مبادئه كما
رفض النفي كبديل لحكم الموت لان النفي بالنسبة له اشد وقعا من الموت
ان كل ما يعود لسقراط من فلسفه واعمال وصل الى البشريه عن طريق تلاميذه وخصوصا افلاطون
واريستوفان وزينون
اهم ما قدمه سقراط للفكر الانساني هو ما يسمى بالمنهج السقراطي حيث اخضع للتساؤل المفاهيم
الاخلاقيه العامه كالخير والعداله

ومن اهم مبادئه ان الفضيله من اثمن الممتلكات والحياة المثاليه هي التي تستثمر في البحث عن الخير
بعد هذه المقدمه نعود الى قصة اللوحه

في عام 1787 انجز الرسام الفرنسي جاك لوي دافيد لوحته الرائعه بعنوان سقراط يتجرع السم التي صورت اللحظات الاخيره من حياة الفيلسوف
والمفكر الاغريقي العظيم ارسطو
كانت حكومة اثينا قد اصدرت حكمها على سقراط وخيرته بين النفي او الموت بشرب السم عقابا له على دروسه ومحاضراته التي كانت تثير
الشكوك في نفس تلاميذه وتحرضهم على احتقار الالهة والتمرد عليها
واصبح سقراط مثالا للتضحية في سبيل المبادئ عندما فضل الموت على المنفى

رسم الفنان دافيد هذا العمل التاريخي وهو في ذروة شعبيته وحماسته فقد كان هذا الرسام جزءا من دائرة من الاصدقاء من مفكرين وساسه
وعلماء كان من بينهم شيرنير ولافاييت ولافوازيه الذين كانوا يضغطون من اجل اصلاحات سياسيه راديكاليه في فرنسا الملكيه
ويعتبر الرسام ديفيد رسام الثوره الفرنسيه بدون منازع

في اللوحه يبدو سقراط متماسكا وقد غمرته غلالة من النور رمز بها الرسام الى الخلود بينما سيطر على اتباعه وتلاميذه الحزن والياس
ومن خلال توزيع الضوء والعتمه استطاع الرسام تحويل الصوره من مشهد للاستشهاد الى دعوه للنبل والتضحية والثبات على المبدا
وان مما يلفت النظر في اللوحه ان الرسام قد وضح وبشكل لم يسبق له مثيل تعابير الخوف والحزن والياس التي ارتسمت على وجوه تلاميذ
سقراط الذين يحيطون به كاشفين عن ضعفهم وعجزهم امام ذلك الامتحان العسير
في الزاوية البعيده تبدو زوجة سقراط وهي تغادر السجن بينما جلس تلميذه الوفي افلاطون عند مؤخرة السرير وراح كريتون يمسك
بقدم سيده وهو يواسيه
لقد اراد الرسام من خلال هذه اللوحة ايقاظ الانفس الخائفة وتحريضها على البذل والتضحية اي بمعنى ادق انها دعوة صريحة

لمقاومة السلطة الغاشمة المتمثلة بالملك لويس السادس عشر ملك فرنسا انذاك
عندما كشف الستار عن هذه اللوحة وصفها السير جوشوا رينولد بانها لا يمكن ان تقارن الا برسومات الرسام والنحات

مايكل انجيلو في سقف كنيسة سيستين
قبل ان يشرع الرسام في رسم اللوحه استشار لفترة طويله اصدقاءه المقربين بشان تفاصيلها ودلالاتها وقرا العديد من المراجع

التاريخيه التي تتحدث عن وقائع المحاكمة التي جرت عام 399 قبل الميلاد وقد استند في الاساس الى روايه افلاطون عن الحدث

واعتمد ايضا على مضمون كتاب للفيلسوف الفرنسي ديريرو بينما استوحى منظر افلاطون الجالس على طرف السرير من
مقطع في رواية الكاتب الانكليزي ريتشاردسون
لقد كان الرسام ديفيد مصنفا في عداد الفنانين النيوكلاسيكيين الذي يحملون في داخلهم افكارا ثورية ويروجون لقيم التنوير

نبذه عن حياة الرسام جاك لوي ديفيد

1748 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1825

رسام فرنسي من اشهر رسامي الثوره الفرنسيه وهو احد ابرز فناني المدرسه الكلاسيكيه الجديده

ولد عام 1748 من عائلة باريسية متوسطة وبعد ان اغتيل والده عاش في كنف اعمامه

درس الرسم في الاكاديمية الملكيه وبعدها سافر الى روما ومكث هناك ستة سنوات

استعمل الاسلوب الكلاسيكي في الرسم وهو اسلوب يعتمد اساسا على ابراز اشكال مجسدة بقوه تفصيليه

واقعيه وتركيبات متناسقة ويستعمل الكلاسيكيون المحدثون هذا الاسلوب في موضوعات تستلهم من

التاريخ لابداء اراءهم حول الاحداث الراهنة

شارك مشاركة فعالة في الثورة الفرنسية وحفز على قتل الملك لويس السادس عشر

توفي في بروكسل عام 1825